في معنى الظاهرة الاجتماعية في علم الاجتماع؟

  • تعريف الظاهرة الاجتماعية؟

  • الظاهرة الاجتماعية
     الظاهرة الاجتماعية في علم الاجتماع؟

تُعرّف الظاهرة الاجتماعية بأنّها نُتاج تأثير شخصٍ او مجموعةُ أشخاصٍ على شخص آخر، وتتميّز بالشيوعيّة والتكرار والتلقائيّة والجبريّة. يُعتبر عالم الاجتماع إميل دوركايم من مؤسسي علم الاجتماع، وقد اشتهر بوضعه تعريفًا يصف الظاهرة الاجتماعية بالشيء الذي يرى ويشعر به فردٌ أو مجموعةٌ من البشر. تتميز الظاهرة الاجتماعية بالشيوعيّة في المجتمع البشري، وتُصنّف في فئات متعددة تشمل النظام والعلاقات والأنماط الاجتماعية. يُعتبر تحليل الظواهر الاجتماعية من مهام علم الاجتماع، ويُعد مرحلةً أساسيةً في فهم هذه الظواهر وحلّ مشكلاتها. في النهاية، الظاهرات الاجتماعية تصنف على أساس الأهداف التي ترمى إليها، والتي قد تكون سلبيةً أو إيجابيةً أو متعدّدة الأبعاد.

  • ما معنى الظاهرة لغة واصطلاحا؟

تعد الظاهرة من المفاهيم الهامة في اللغة العربية، وتعني باللغة الظاهر أو الواضح. كما تشير إلى أي حدث يمكن رصده وملاحظته بسهولة، ويُطلق عليها بالإنجليزية "Phenomenon". وفي الاستخدام العام، تُستخدم الظاهرة للإشارة إلى حدث غير عادي، يثير الاهتمام والاستغراب لدى الناس. وفي الإصطلاح الفلسفي، الظاهرة تعبر عن كائنات الحواس والحقائق التي يمكن استيعابها واكتشافها بسهولة، وتُدرس في علم الاجتماع لأهميتها في فهم ودراسة الظواهر المجتمعية والتحليل العلمي لها. يتم اعتبار الظاهرة من المصطلحات المهمة والأساسية في جميع المجالات العلمية.

  • ما هي عناصر الظاهرة الاجتماعية؟

تتكون الظاهرة الاجتماعية من عدة عناصر مهمة تحدد طبيعتها وتوضح قيمتها في المجتمع. فالأساس الرمزي هو أحد العناصر الأساسية، حيث يضم العادات والقيم والتقاليد والقانون والطرق الشعبية، التي تعزز المواطنة والتقارب بين الأفراد. والعنصر الثاني هو الارتباطات بين الأساس المادي، وهي العلاقات الاجتماعية والاقتصادية التي تربط الأفراد ببعضهم البعض. كما أن الموضوعية والعمومية هما عنصران آخران يحددان طبيعة الظاهرة الاجتماعية، حيث تتميز بالتاريخية وتمثل فترة تاريخية من حياة المجتمع، وترفع من مستوى الوعي الاجتماعي وتقرب بين الأفراد. وتتشكل الدوافع الاجتماعية لدى الأفراد، فيما يتعلق بسلوكهم وتصرفاتهم، من خلال عدة عوامل تؤثر في نفسية الفرد وبيئته الاجتماعية. عليه، تتأثر الظاهرة الاجتماعية بالكثير من العوامل والظروف المختلفة، لتشكل بذلك صورتها الحقيقة في المجتمع.

  • ما هي الظواهر التي يدرسها علم الاجتماع؟

يُعد علم الاجتماع من أكثر العلوم الاجتماعية اهتمامًا بدراسة المجتمع وظواهره، وذلك لأنه يتعمق في دراسة السلوك الاجتماعي وأنماط العلاقات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي والثقافي في الحياة اليومية. ومن بين الظواهر التي يدرسها علم الاجتماع ظاهرة العنف الأسري التي أصبحت من أكثر الظواهر انتشارا في الوقت الحاضر، وتصنف الظواهر الاجتماعية حسب علم الاجتماع إلى ايجابية أو سلبية، فيما يتعلق بتأثيرها على المجتمع. كما يدرس علم الاجتماع أيضًا الظواهر المجتمعية التي تسهم في تسهيل التقدم والازدهار للمجتمعات، كالتعاون والشراكة والتضامن. لهذا السبب، يعتبر علم الاجتماع أساسيًا في فهم المجتمع وتفاعلاته وتطوراته.

  • ما هو الفرق بين الظاهرة الاجتماعية والمشكلة الاجتماعية؟

الظواهر الاجتماعية هي حالات خاصة تحدث نتيجة لتصرفات البشر على نطاق جماعي، مثل ظاهرة مواقع التواصل الاجتماعي. على النقيض، تعتبر المشكلة الاجتماعية حالات تسبب ضرراً للمجتمع، مثل الجريمة والعنصرية. يمكن التفريق بين الظاهرة الاجتماعية والمشكلة من خلال عدة فروق، فالظاهرة الاجتماعية تتظاهر بشكل سريع وتختفي بشكل أسرع، بينما تستمر المشكلة الاجتماعية لفترة أطول. بالإضافة إلى ذلك، يتعلق مفهوم الظاهرة الإجتماعية بالسلوك والتصرفات الإجتماعية، بينما يتعلق مفهوم المشكلة الإجتماعية بالأحداث الإجتماعية التي تهدد النظام الإجتماعي والحياة في المجتمع. لذلك، فالتمييز بين المفهومين يلعب دورًا حاسمًا في بناء الفهم الشامل للظواهر الاجتماعية وكيفية التعامل معها.

  •  أمثلة الظواهر الاجتماعية؟

تتنوع الظواهر الاجتماعية بشكل كبير في المجتمعات العربية والعالمية، وتعكس حالة الحركة والتغيير في المجتمع. يمكن الإشارة إلى العديد من الأمثلة على هذه الظواهر، مثل ارتفاع نسبة الطلاق وتدهور الحياة الزوجية، وتزايد حالات الانفصال العائلي وتفكك الأسر، فضلاً عن انتشار الأمراض النفسية وزيادة حالات الاكتئاب والقلق في المجتمع. كما يمكن الإشارة إلى ظاهرة الفقر وتفاوت الدخل، والتمييز الاجتماعي والعنصرية، وانعدام الأمن وتصاعد التهديدات الخارجية والداخلية، وتزايد حالات البطالة وتردي الوضع الاقتصادي. علاوة على ذلك، يمكن الإشارة إلى مظاهر الثقافة والتراث والترفيه والإعلام التي تؤثر على النفس البشرية وتشكل نوعًا من الظواهر الاجتماعية المعاصرة. يجب تحليل هذه الظواهر ودراسة تأثيرها على المجتمع والتوصل إلى حلول فعالة لمعالجة السلبيات وتنمية الإيجابيات.

  • ما هي الظواهر الاجتماعية الايجابية؟

تتنوع الظواهر الاجتماعية في المجتمعات المختلفة، إلا أنها يتم تصنيفها عادةً إلى ظواهر اجتماعية إيجابية وأخرى سلبية. وفي المجتمع السعودي، يمكن القول أن هناك العديد من الظواهر الاجتماعية الإيجابية التي باتت متجذرة فيه، وتعكس قيم وتقاليد هذا المجتمع المحافظ. من بين تلك الظواهر، تمكين المرأة التي أدّى دورًا محوريًا في تغيير المشهد الاجتماعي في المملكة، وزيادة التواصل الاجتماعي بفضل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتكنولوجيا المعلومات. وتعد ظاهرة تبادل الزيارات والتهاني في شهر رمضان من الظواهر الاجتماعية الإيجابية التي تكسب الناس صلاتٍ اجتماعية جديدة وتعزز أواصر العلاقات الاجتماعية. ولا يمكن إغفال الدور الكبير الذي تلعبه المبادرات الاجتماعية والتطوعية، التي تظهر حرص الكثير من المجتمع على بناء مجتمع آمن ومستدام. إن هذه الظواهر الإيجابية تسهم في تعزيز التماسك الاجتماعي ورسم صورة للمجتمع السعودي التي تنشر الأمل والتفاؤل.

  • كيف تتم دراسة الظواهر الاجتماعية؟

يتم دراسة الظواهر الاجتماعية باستخدام المنهج العلمي الذي يتضمن البحث والتحليل والتفسير. وبالإضافة إلى ذلك، تستخدم عدة طرق في دراسة الظواهر الاجتماعية، بما في ذلك الاستطلاعات والمقابلات ودراسة الحالة. وتهدف الدراسات الاجتماعية إلى فهم السلوك والتفاعلات الاجتماعية والعلاقات بين الأفراد والمجتمعات. وهذا بدوره يمكن أن يقود إلى تحديد العوامل التي تؤثر في نشوء الظواهر الاجتماعية وتحديد الطرق الفعالة للتعامل معها. وبما أن الظواهر الاجتماعية لها تأثير مباشر على المجتمعات، فإن دراسة هذه الظواهر يمكن أن تساعد في إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات الاجتماعية التي تواجهها المجتمعات. وعلم الاجتماع يأخذ بعين الاعتبار الجوانب الموضوعية والشيئية للظواهر الاجتماعية لدراستها بشكل دقيق واحترافي.

  • ما هي الظواهر الاجتماعية التي تلفت الانتباه؟

تُلفت بعض الظواهر الاجتماعية الانتباه في مجتمعنا العربي، إذ تنتشر بشكل كبير مثل ظاهرة العنف التي تعاني منها الأسر بمختلف فئاتها، سواء في الشوارع أو داخل المنازل. وتشمل الظواهر السلبية الأخرى مثل التسرب من التعليم وانتشار ظاهرة التدخين التي تؤثر سلباً على صحة الأفراد والمجتمع بأكمله. كما لفت أيضاً اهتمام الكثير من الأشخاص الشغف الكبير للاطفال واليافعين بالاجهزة الذكية، وهو شغف يدعمه تقدم التكنولوجيا ويستدعي حملة للتوعية حول سلوكياتهم على هذه الأجهزة. من أجل حل مثل هذه الظواهر السلبية يتطلب الأمر تعاوناً من الدولة والمجتمع لبناء مجتمع أكثر أخلاقية وتوعية عامة في تحديد الأسباب التي تؤدي إلى انتشار هذه الظواهر وكيفية تعديلها.

  • ما الفرق بين الحالة والظاهرة؟

تختلف الحالة عن الظاهرة في العلوم، حيث تشير الحالة إلى وضع محدد لفرد أو موقف محدد يتم دراسة تفاصيله وتحليله بشكل مفصل. في المقابل، تشير الظاهرة إلى حدث شاذ أو غريب يحدث ويمكن ملاحظته أو رصده ودراسته بأدوات البحث العلمي. وعلى الرغم من أن الحالة يمكن أن تتحول إلى ظاهرة عند دراسة مشتركات عدة حالات، إلا أن الظاهرة غالبًا ما تكون غير طبيعية ولا ترتبط بالطبيعة. ومن هذا المنطلق، تحتاج دراسة الحالة إلى تحليل تفاصيل الوضع المحدد، في حين تتطلب دراسة الظاهرة تفسير الحدث الشاذ الغير طبيعي بالتحليل والرصد والملاحظة المستمرة عبر أدوات بحث علمية خاصة.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-